معادلة: التاريخ، والبيئة الطبيعية، والإدارة والإرادة لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 . هذه المكونات خلقت سياحة مستدامة وفريدة في محافظة العلا، المدينة (العلا) التي كانت على طريق القوافل القديم في الألف الأول قبل الميلاد تربط ما بين حضارة وسط وجنوب الجزيرة العربية السعودية واليمن، وبين حضارة شمال الجزيرة العربية بلاد الشام، وأيضاً حضارة وادى النيل في مصر، وبصورة أخرى تربط بحر العرب بخليج العقبة ثم بالبحر الأبيض المتوسط، وذلك حين كانت العلا عاصمة دادان أو ددن كما تعرف باسم مملكة لحيان (بخط المسند الشمالي الذي يقابل المسند الجنوبي في اليمن)، وهي مملكة عربية قامت في دادان (العلا) وتيماء والحجر مدائن صالح في وادي القرى، تمتد غرباً إلى خليج العقبة الذي كان يطلق عليه سابقاً خليج لحيان نسبة لمملكة لحيان التي حكمت العلا الفترة الثانية، وجبل عكمة متحف الكتابات والنقوش الصخرية القديمة في الأطراف الشمالية لإقليم وجبال الحجاز، غرب المملكة العربية السعودية، حيث كانت تُسمى العلا في الفترة الأولى ددان، ودامت ددان في مرحلتها الأولى في الفترة (700 ق.م - 100 ق.م). وثم في مرحلتها الثانية في الفترة الممتدة بين سنة 107م و150م.في عصر ما قبل الميلاد أقامت جماعات معينية قادمة من جنوب شبه الجزيرة العربية -أقامت - في ددان وتيماء شمال الحجاز ثم جاءت الشعوب اللحيانية من مكة واستولوا على الحكم امتد نفوذهم على طول شواطئ خليج العقبة الذي كان يقال له خليج لحيان، وحالياً خليج نيوم، حيث أقيمت عليه نيوم أحد المشروعات الـ(5) الكبرى للرؤية السعودية 2030 . أكدت المصادر التاريخية والآثارية أن العلا كانت تُسمى ددن أو دادان، وفي فترة من الفترات اتخذ اللحيانيون من مدينة دادان عاصمة ثانية لهم في الشمال، وكانت لهم قوة ومنعة. وقد أسهمت حضارتهم بقدر وافر في حركة الفنون والكتابة والتجارة والمعمار، ولا تزال آثارهم ونقوشهم باقية هناك حتى اليوم. ساهم السجل التاريخي، والبيئة الطبيعية لوادي القرى الذي يجمع تيماء والعلا وخيبر في مجرى قديم تشير بعض المراجع إلى أنه وادي الجزل الحالي، وجبال الحجاز وجبال مدين، وهضبة حسمى البيئة الطبيعية، في جعلها مرتكزاً سياحياً غزيراً بالمكونات الحضارية والطبيعية. وفي هذه الأجواء السياحية (موسم العلا) انطلقت الخميس 18 ديسمبر 2025م فعاليات مهرجان شتاء طنطورة بمحافظة العُلا، التي تستمر حتى 10 يناير 2026م، مقدّمةً موسمًا ثقافيًا متجدّدًا يحتفي بالإرث الحضاري والثقافي والتاريخي. وتتضمن فعاليات شتاء طنطورة: البرامج الثقافية والفنية والتراثية، من أبرزها ليالي البلدة القديمة، وشرفات طنطورة، وعندما يرصدنا الظل، وكرنفال المنشية، إلى جانب جولة بين الفنون الجدارية في البلدة القديمة، واحتفالية عام الحِرَف اليدوية، إضافةً إلى تجارب فنون الطهي، والفعاليات الفنية والموسيقية، وغيرها من الفعاليات، وذلك في أجواء تعكس أصالة العُلا وثراء موروثها الثقافي. وتأتي فعاليات مهرجان شتاء طنطورة ضمن تقويم لحظات العُلا؛ بهدف تعزيز الحراك الثقافي والسياحي، وإثراء تجربة الزوار، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تطوير السياحة الثقافية، وإبراز المواقع التاريخية والتراثية بالمملكة. كما تشهد رحلات مناطيد الهواء الساخن في سماء العُلا إقبالًا لافتًا من الزوّار خلال الموسم الشتوي، في ظل ما تتميّز به المحافظة من تنوّع طبيعي وتشكيلات صخرية فريدة، وتُعدّ هذه التجربة من أبرز الأنشطة السياحية التي تتيح للزوّار مشاهدة معالم العُلا من منظورٍ جوي مختلف. وتتنوّع التجارب المتاحة بين رحلات صباحية تُحلّق مع شروق الشمس، تُتيح للزوّار مشاهدة التشكيلات الصخرية والواحات في مشهد بانورامي هادئ، إلى جانب رحلات مسائية تُقام قبيل الغروب، وترسم لوحات بصرية تتدرّج فيها ألوان السماء على امتداد معالم العُلا الطبيعية.