في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتناثر فيه الأولويات، وتتشعب الاهتمامات، في شتى المجالات، يبرز رجال يختارون أن يكون حضورهم مختلفا، وأن يتركوا أثرا يتجاوز حدود المجاملة إلى عمق الرسالة خدمة لدينهم وقيادتهم ووطنهم ومجتمعهم، ومن هؤلاء يأتي اسم الرجل المديني الأستاذ مدني بن سليمان الأحمدي؛ الرجل الذي آمن بأن خدمة القرآن الكريم وأهله شرف عظيم، وأن تكريم العطاء هو بذاته عطاء. لقد جسّد مدني الأحمدي معنى الشراكة المجتمعية الحقيقية من خلال ما يقدّمه من دعم كريم واهتمام متواصل بحفظة كتاب الله من مختلف الجنسيات دون تمييز، إيمانا منه بأن القرآن يجمع القلوب ويوحد الشعوب، وأن شرف حفظه لا يرتبط بجنسية أو لون أو انتماء، بل بصدق الحفظ والعمل به. فكانت مبادراته في هذا المجال تعكس روح الإسلام السمحة، وتبعث برسائل واضحة مفادها أن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، يستحقون التكريم والتقدير أينما كانوا وإدراكا منه لقيمة القرآن في بناء الإنسان قبل البنيان، ولأثر تكريم الحافظين في تحفيزهم وترسيخ مكانتهم في المجتمع. فالتكريم ليس احتفالا عابرا، بل رسالة تقدير واعتراف وفخر بجهد عظيم ومسيرة مباركة. كما لم يقتصر عطاؤه على جانب واحد، بل امتد ليشمل استضافة احتفالات الجمعيات الخيرية والتطوعية وتكريم منسوبيها، في صورة تعكس وعيا بأهمية العمل المؤسسي ودور هذه الجمعيات في خدمة المجتمع وتعزيز روح التكافل. لقد فتح أبوابه ووقته وقلبه؛ ليكون شريكا في صناعة الفرح، وداعما لمسيرة الخير. إن ما يقدّمه مدني الأحمدي ليس مجرد مبادرات، بل نهج ثابت يعكس إيمانا عميقا بأن التكريم يصنع دافعا، وأن الوقوف مع أهل الخير واجب أخلاقي ومسؤولية اجتماعية. فهو نموذج يحتذى في البذل، ومثال لرجل أدرك أن أعظم الاستثمارات هو الاستثمار في الإنسان والقيم. ختاما، نشكر قيادتنا الحكيمة ممثلة بأمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان على دعمه وتشجيعه الدائمين لرجال الأعمال، وحثهم على الشراكة المجتمعية لتقديم كل ما فيه العون وخدمة مجتمعنا ومدينتنا. ويبقى الشكر موصولا لكل من جعل من عطائه عنوانا، ومن حضوره رسالة، ومن دعمه أثرا لا ينسى. ولعل اسم مدني الأحمدي سيظل مرتبطا بكل تكريم صادق، وبكل مبادرة تعيد للخير بريقه، وللعطاء معناه. dakhelalmohmadi@