تُعدُّ سلامة المواطنِينَ واستمراريَّة الحركة على الطُّرق من الرَّكائز الأساسيَّة التي تحرص عليها الدولة، ويأتي التعامل مع أخطار السيول ضمن هذا الإطار الحيويِّ الذي يمسُّ حياة النَّاس اليوميَّة بشكل مباشر. فالأمطار -وهي نعمة من نعم الله- تُحيي الأرضَ، وتبعث البهجةَ في النُّفوس، إلَّا أنَّها قد تتحوَّل في بعض المواقع، الواقعة على مجاري الأودية، إلى مصدر خطرٍ حقيقيٍّ، ما لم تُواكبها حلولٌ هندسيَّةٌ مناسبةٌ، تضمنُ تصريفَ المياه دون الإِضرار بالأرواحِ أو الممتلكاتِ. وقد أولت حكومتنا الرَّشيدة -حفظها الله- هذا الملفَّ اهتمامًا كبيرًا، وألزمت الجهات المختصَّة باتِّخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة مواقع الخطر، وهو ما انعكس إيجابًا في عدد من المناطق، حيث أُنجزت مشروعات أسهمت في الحدِّ من أضرار السيول، ومعالجة آثارها. إلَّا أنَّ وادي الحمض، أحد أكبر الأودية الممتدة من المدينة المنوَّرة حتَّى البحر قرب محافظة الوجه، لا يزال يضمُّ نقاطًا حرجةً لم تُعالج جزئيًّا، رغم تنفيذ بعض المجاري والسدود في مساره. ومن أبرز هذه النقاط، موقع مجرى السيل المحاذي لمركز المرامية. ويُعدُّ مركز المرامية من أكبر المراكز كثافةً سكانيَّةً في شمال غرب المدينة المنوَّرة، ويقطنه أكثر من ثلاثة آلاف مواطن. ومع كل حالة مطر، يتسبب جريان السيل في انقطاع الطريق الحيوي الذي يربط المدينة المنورة بمحافظة الوجه، عبر المسار المختصر؛ ما يؤدي إلى تعطيل مصالح الأهالي والزوَّار، ويعزل المواطنِينَ عن مواشيهم، ويعرِّض وسائل النقل لمخاطر حقيقيَّة أثناء محاولة العبور. وتكمن الإشكاليَّة في أنَّ طول المجرى في هذا الموقع محدود، ولا يتطلَّب حلًّا معقَّدًا، أو مشروعًا ضخمًا، بل يمكن معالجته بإنشاء عبَّارة مناسبة، أو جسر صغير، سواء كـ»حلٍّ مؤقتٍ عاجلٍ» أو كـ»حلٍّ دائمٍ»، بما يضمن انسيابيَّة الطريق، وسلامة مستخدميه.