البحر، كعادته، لا يخذل زواره. يضفي على الأرض والمشهد العام جرعة عالية من الرومانسية تمتزج مع زرقة الأفق وصوت الموج. يعززها الاسم ذاته: «نصف القمر». اسم شاعري، يكفي وحده ليصنع صورة ذهنية حالمة عن لقاء البحر بالليل، وعن لحظات هدوء تتقاسمها العائلات والعشاق والهاربون من ضجيج المدن. زرت شاطئ «نصف القمر» بعد غياب عدد من السنوات قاربت على الخمس سنوات. لاحظت التغير الكبير الذي ظهر على المنطقة من مشروعات جديدة، إذ تحولت إلى ورشة عمل مفتوحة تُرسم فيها ملامح شاليهات حديثة ومشروعات تنموية توحي بأن المكان مقبل على مرحلة مختلفة، أكثر حيوية وحضورا. ولكن الرومانسية ليست فقط منظرا جميلًا، بل تجربة متكاملة. تبدأ من النظافة، وتمر بالاهتمام، وتنتهي بإحساس الزائر بأن المكان مُعد له، ومحترم لوجوده. من هنا، أرى أن تخصيص مبلغ رمزي مقابل استخدام المرافق ليكون حلا عمليا يضمن صيانتها واستمرارها بمستوى يليق بمكانة «نصف القمر» والنصف الآخر منه كواجهة سياحية وترفيهية مهمة. «نصف القمر» يمتلك كل مقومات الجمال: الاسم، البحر. الموقع. الرومانسية، والمستقبل الواعد بالمشروعات الجديدة. ما يحتاجه فقط هو عناية بالتفاصيل. القمر، مهما كان جميلا، لا يكتمل نوره إلا بوجود اللمسة الأخيرة من الاهتمام. لتسمح لي الجهات المعنية بصيانة مرافق الشاطئ بإبداء هذه الملاحظات، متمنيا أن تكون دورات المياه مثل شواطئ جدة التي تستطيع أن تشتري بطاقة بعشرة ريالات تدخل بها إلى دورات المياه عدة مرات. لا بد أن تتواكب الإصلاحات مع نيل الخبر لقب أفضل مدينة سعودية. ومع تطورنا في كل المجالات يمكن أن يكون هناك تطبيق يتم من خلاله شراء البطاقات التي يتمكن فيها الزائر من الدخول، وهو من خلال ذلك يساهم في صيانة كل المنشآت في «نصف القمر».. الرومانسي. ويمكن تعميم ذلك على جميع المرافق. alfaleh222@yahoo.com