يعاني الكثيرون حالة الإجهاد المستمر التي لا يعرف لها أي سبب، وعند القيام بمجهود بدني فإن الحالة تشدد، ولكن كشفت دراسة حديثة من كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز في بالتيمور، ونشرت نتائجها بمجلة PLOS on، أن تلك الحالة يسببها شد خفيف إلى متوسط بالعصب والعضلات، وأن علاجها يكون بواسطة بعض أنواع العلاج الطبيعي. تسبب متلازمة التعب المزمن آلاماً بالعضلات، وضعف الذاكرة والتركيز، وآلاماً بالمفاصل، إضافة إلى الصداع، وآلم عند الضغط على الغدد الليمفاوية بالعنق أو الإبط، وتقرح الحنجرة، واضطراب النوم، وهي حالة يصعب تشخيصها لعدم وجود تشخيص محدد لها، ولتشابهها بأعراض أمراض أخرى، ويصعب كذلك العلاج، أما الدراسة الحديثة فقد وجدت أن بعض أنواع العلاج الطبيعي يمكن أن تصبح علاجاً، فقد وجد أن بعض حركات الجسم تهيج الحالة كتلك الحركات التي تشكل ضغطاً أو جهداً على العمود الفقري أو الأعصاب أو العضلات، ويتضح من ذلك أن الآلية الحركية ذات علاقة بالحالة. لمزيد من التفاصيل قام الباحثون بتجربة سريرية شملت 60 متطوعاً 20 منهم لا يعانون الحالة، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين عشوائياً، حيث قامت إحداهما بتمرين رفع الساق إلى الأعلى لمدة 15 دقيقة، وهو تمرين يكون الشخص فيه ممداً على ظهره ثم يقوم برفع الساق وهي مشدودة إلى الأعلى مما يشكل جهداً على الأعصاب والعضلات، أما المجموعة الأخرى فقد قامت بالتمرين نفسه، ولكن بصورة غير حقيقة (وهمي)، وطلب من المجموعتين الإخبار بما يشعرون به من أعراض - كالدوار الخفيف والألم والتركيز، وذلك كل 5 دقائق خلال الـ 15 دقيقة التي يقومون فيها بالتمرين، وكذلك خلال الـ 24 ساعة التالية، وكانت النتائج أن مرضى متلازمة التعب المزمن الذين قاموا بتمرين رفع الساق الحقيقي عانوا من زيادة ألم الجسم وصعوبة التركيز أثناء الرياضة، وذلك مقارنة بالمرضى الذين قاموا بالتمرين الوهمي، وخلال الـ 24 ساعة التالية للتمرين زادت الأعراض لدى المرضى الذين قاموا بتمرين رفع الساق الحقيقي، حيث شعروا بزيادة الدوار والأعراض عموماً، وذلك مقارنة مع غير المرضى الذين قاموا بالتمرين نفسه، وأيضاً مقارنة مع المرضى الذين قاموا بالتمرين الوهمي، ويتضح من ذلك أن المرضى الذين يقومون خلال يومهم بأنشطة بدنية تجهد الأعصاب والعضلات يكونون عرضة لزيادة أعراض الحالة.