“التقارب السعودي الإماراتي الاستثنائي في مواجهة التحديات”، كان تقريرا مميزاً نشرته صحيفة “العرب” الصادرة من لندن جاء في مستهله أن المملكة والإمارات أظهرتا تلاحما استثنائيا في مواجهة أزمة العلاقة مع قطر بعد أن تمكنتا من عزل الدوحة وكشف عناصر سياستها الخارجية التي تعتبرها الرياض وأبوظبي تهديدا خطيرا للأمن الإقليمي واستقرار منطقة الخليج. وأشارت إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز استقبل في جدة أمس ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على خلفية تصاعد الأزمة مع قطر وأن مصادر قالت إن موقف القيادة القطرية من الوضع الإقليمي يتصدر أولويات اللقاء، إضافة إلى بحث السبل لتطبيق إعلان الرياض الذي شكل الإطار لمواجهة التهديدات الإرهابية والتوسع الإيراني. وأضافت: تأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى جدة في الوقت الذي أجمعت فيه الأطراف الخليجية المعنية على أن فرصة وساطة كويتية مفترضة لم تعد واردة وأن المملكة لن ترضى بأي حال تكرار سيناريو التعهدات التي وقعها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عام “2014” ولم يلتزم بها فيما اعتبرته الرياض انتهاكا للثقة ومراوغة غير مقبولة. وأشارت الصحيفة إلى أن اتفاق الرياض عام “2014” كان قد ألزم الدوحة بـ”الالتزام بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر، وعدم دعم من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد، سواء عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي، وعدم دعم الإعلام المعادي. وورد في السياق أن المصادر أشارت إلى أن قطر وضعت نفسها في مأزق حين عمدت إلى المناورة بدل أن تستجيب لما طلبته المملكة من مطالب واضحة في الملفات مثار الخلاف، خاصة علاقتها بإيران في تعارض تام مع التوجه الخليجي والعربي، فضلا عن ملف دعمها للتنظيمات المتشددة، واستمرار حملاتها على دول حليفة مثل مصر وفتح منصاتها الإعلامية للتهجم عليها.