ساعات قليلة مرت على زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى حماة لتفقّد أحوال بعض جرحى الجيش السوري، لتنتشر تقارير البيت الأبيض وفيها معلومات تحذّر النظام السوري من التخطيط لهجوم كيميائي جديد على واحدة من مناطق الشمال السوري. وجاء في بيان البيت الأبيض: "استطاعت الولايات المتحدة رصد تحضيرات عسكرية في سوريا، مشابهة لتلك التي سبق التحضيرات التي نتج عنها قصف منطقة خان شيخون في شهر إبريل من العام الجاري". White House: U.S. has identified potential preparations for a chemical weapons attack by Assad regime. pic.twitter.com/fnWjC9iZ4I — Maegan Vazquez (@maeganvaz) June 27, 2017 التصريح الذي قام به شون سبايسر، الناطق الاعلإمي باسم البيت الأبيض حذّر من مغبّة تعريض حياة المزيد من المدنيين والأطفال للخطر. البيت الأبيض حذّر أن "الثمن الذي سيدفعه النظام السوري والجيش السوري سيكون مرتفعاً" إذا تم تنفيذ الهجوم. Mil official: US detected "activity" at Shayrat airbase--where Assad launched the 4/4 Sarin attack--that showed prep for another gas attack. — HansNichols (@HansNichols) June 27, 2017 وقد لفت بيان البيت الأبيض الأنظار كونه قدم معلومات عسكرية تُنشر بتلك الطريقة للمرة الأولى، ما يدل بحسب موقع "بوليتيكو" على جهود استخباراتية "جبّارة" يبذلها البيت الأبيض لرصد المعطيات واستباق الحدث. والمثير للجدل في تحذير البيت الأبيض هو طبيعته العلنية والإعلامية، فقد أكد مسؤولون سابقون في البيت الأبيض أن تحذيرات مماثلة صدرت خلال ولاية أوباما ولكن بشكل سرّي، إذ جرت العادة أن يتم إيصالها للرئاسة السورية مباشرة دون اللجوء للإعلام، بعكس ما حصل اليوم. مصادر رفيعة المستوى في البيت الأبيض كشفت لـ"بوليتيكو" أن الهدف من نشر هذه المعلومات والتحذيرات هو ببساطة تذكير النظام السوري أن الولايات المتحدة جاهزة للرد إذا حصل هجوم مماثل، كما ردت بعد أيام قليلة من قصف النظام خان شيخون، فيما عُرف يومها بـ"الضربة الأميركية" التي استهدفت قاعدة "الشعيرات" العسكرية بصواريخ توماهوك. أما تفاصيل التحضيرات المزعومة بحسب بعض المصادر العسكرية، فهي تحركات رُصدت في قاعدة الشعيرات دفعت بالاستخبارات الأميركية إلى التساؤل عن جدواها.أقوال جاهزة شاركغردالبيت الأبيض يحذّر: إشارات على أن النظام السوري يحضّر لهجوم كيميائي جديد التحذيرات الرسمية الأميركية شملت أيضاً كلاً من روسيا وإيران، إذ نشرت مبعوثة البيت الأبيض إلى الأمم المتحدة نيكي هالي عبر حسابها على تويتر تحذيراً جاء فيه: "أي هجوم يستهدف الشعب السوري يتحمل مسؤوليته النظام السوري وإلى جانبه روسيا وإيران اللتين أثبتتا حتى اليوم دعمهما له في هذه الحرب". Any further attacks done to the people of Syria will be blamed on Assad, but also on Russia & Iran who support him killing his own people. — Nikki Haley (@nikkihaley) June 27, 2017 وقد عبّر وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون عن دعمه المطلق للتصريح قائلاً: "المملكة المتحدة مستعدة لتقديم أي دعم للولايات المتحدة الأميركية في حال استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي مجدداً". Britain will support any fresh retaliation by US for the use of chemical weapons by Bashar al-Assad, Michael Fallon says #Syria — Josie Ensor (@Josiensor) June 27, 2017 هل يكون البيت الأبيض مسؤولاً عن تهديداته؟ تقرير البيت الأبيض يلقي بمسؤولية كبيرة على الولايات المتحدة التي أعلنت بنشرها المعلومات والمعطيات، أولاً: مسؤوليتها الكاملة عنها، ما يعني أن أي خطأ أو كشف جديد يدحض صحة التقرير سيعتبر نقطة سوداء على سجل الاستخبارات الأميركية التي ستكون حينها قد نشرت "معلومات عسكرية غير دقيقة". يحتم ذلك أيضاً على البيت الأبيض الرد إن حصل هجوم كيميائي ثانٍ قريباً، وبذلك ستكون الولايات المتحدة في الواجهة مجدداً، لا سيما وأن قصف التحالف لمناطق داعش ومحطيها تسبب بموجات استنكار خلال الايام الماضية، وذلك بعد سقوط ضحايا مدنيين خلال القصف. حملت الولايات المتحدة نفسها مسؤولية الرد على النظام السوري في حال استخدامه السلاح الكيميائي، كون تهديدها كان موجهاً للنظام السوري تحديداً، ما يطرح عدة تساؤلات، منها عن موقف روسيا من استهداف البيت الأبيض للمزيد من القواعد العسكرية في سوريا.اقرأ أيضاًالكل يخسر والكل يريد مواصلة القتال في سورياهل تؤدي كثرة المؤتمرات إلى سلام في سوريا؟ماذا بعد أول تدخل عسكري مباشر لترامب في سوريا؟ رصيف 22 رصيف22 منبر إعلامي يخاطب 360 مليون عربي من خلال مقاربة مبتكرة للحياة اليومية. تشكّل المبادئ الديمقراطية عصب خطّه التحريري الذي يشرف عليه فريق مستقل، ناقد ولكن بشكل بنّاء، له مواقفه من شؤون المنطقة، ولكن بعيداً عن التجاذبات السياسية القائمة. كلمات مفتاحية الولايات المتحدة سوريا التعليقات