عبده خال في كل استفتاء دولي، نجد بعض مرافقنا الخدمية تحتل درجات أقل في التصنيف، ومع ظهور أي ترتيب عالمي نجد مسؤولي تلك المرافق يذبون عن ترتيبهم بالتقليل من شأن تلك الاستفتاءات ويصمونها بأنها ليست حقيقية، أو أنها صادرة من جهة غير معتمدة، وبعضنا يذكر حفلات الانتقاد التي قادها مسؤولو الجامعات رافضين ومقللين من التصنيفات التي احتلتها جامعاتهم في ذيل القائمة المؤكدة على تدني مستواها مقارنة بالجامعات في العالم أو في المنطقة إقليميا.. وكانت ردة فعل المتابعين المحليين غير مكترثة بتلك الاحتفالات الانتقادية، خصوصا من يكون داخل المحيط ويعلم تماما مخرجات جامعاتنا وأداءها العلمي وقصور تواصلها مع احتياجات المجتمع. انفضت تلك الحفلات، وها نحن نتلقى تصنيفا جديدا يخبرنا عن احتلال مطاراتنا الدولية ذيل القائمة، إذ جاءت ثلاثة مطارات متأخرة وفي ذيل الركب. وقد احتل مطار «الملك عبدالعزيز» في جدة المركز الثاني، ضمن قائمة ضمت أسوأ 10 مطارات في العالم. والمعايير التي استند عليها الاستطلاع شملت: النظافة، جاهزية المرافق، خدمة العملاء، قوة الإنترنت اللاسلكي، والمقاعد والمرافق التي تساعد على الاسترخاء والنوم في المطار. ومن يعرف مطار الملك عبدالعزيز جيدا سوف يضيف كثيرا من الخدمات السيئة التي يمتاز بها هذا المطار، قد يكون أهمها افتقار المطار للنظافة والزحام والافتراش والمواقف وموقع الجوازات والباصات الناقلة للركاب إلى الطائرة، وسوء المكان المخصص لأداء الصلوات والطرق الموصلة للمطار ووو. وضع مطار الملك عبدالعزيز مزرٍ، وقد تكون الحجة الجاهزة الآن أن المطار ما زال يبنى، وهي حجة متهاوية إذا تحدثنا عن النظافة والافتراش والزحام وسوء المعاملة، أما إذا انتقلت إلى الصالة الشمالية (صالة الطيران الأجنبي) فحدث ولا حرج، صالة تدار من قبل غير السعوديين، وأقصد بهذه النقطة تحديدا عدم الاهتمام بما يحدث من تشويه لسمعة البلد، سواء كان بالمعاملة أو تزاحم الناس أو حل المشاكل التي تعترض المسافرين أو ما سبق ذكره عن الصالة الجنوبية. لا يمكن أن يكون عذر بناء وتجديد المطار حجة لترك وضع المطار بذلك السوء، إذ أن كثيرا من الأجهزة توجد حلولا لإبقاء مطاراتها مريحة، وتقدم الحد الأدنى من جودة الخدمات، أما أن تتساقط كل الخدمات بسبب التجديد أو البناء، فهذا هو التهاون والتساهل ليس بالمسافرين فقطـ، بل بسمعة بلد كبلدنا مجرد أن تذكر تذكرك بالمليارات التي تصرف في كل مكان، لتظل تسأل: ماذا ينقصنا لأن نكون دائما في المقدمة، وللأسف الشديد فنحن دائما نسأل: لماذا نحن في المؤخرة؟.